×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 قراءة الفاتحة بعد الصلاة

سؤال: بعض الجماعة يقرؤون الفاتحة بعد الصلاة على أساس أنها دعاء، أو بركة فهل هذا من السُّنَّة في شيء؟ ثم يقرؤونها مرة أخرى لأرواح الموتى، فما هو الحكم في ذلك؟

الجواب: أما قراءتها أدبار الصلوات فلا أعلم له دليلاً مِنْ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي وَرَدَ هو قراءة آية الكرسي، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وردت الأحاديث بقراءة هذه السور بعد الصلوات الخمس، وأما الفاتحة فلا أعلم دليلاً على مشروعية قراءتها بعد الصلاة.

والسُّوَر التي ذكرناها لا تُقرَأ على صفة جماعية، وبصوت مرتفع، وإنما يقرؤها كل مسلم لنفسه، فيما بينه وبين نفسه.

وأما قراءة الفاتحة لأرواح الأموات فهذا من البدع، أرواح الأموات لا تُقرأ لها الفاتحة ولا أي شيء من القرآن؛ لأن هذا لم يَرِدْ من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مِنْ عَمَلِ سلف هذه الأمة، وإنما هذا شيء مبتدَع، لا في المسجد ولا في المقبرة ولا في البيت، ولا في غيره، وإنما المشهور عن الأموات الدعاء لهم - إذا كانوا مسلمين - بالمغفرة والرحمة، والتصدق عنهم، والحج عنهم، هذا الذي وردت به الأدلة.

أما قراءة القرآن لأرواح الأموات، أو قراءة الفاتحة لأرواح الأموات، فهذا شيء محدَث وبدعة.

***


الشرح