تفسير سورة النور
سؤال:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ
لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النور: 26] الآية، هل معنى هذه الآية أن ذلك في هذه الحياة
الدنيا أم في الآخرة؟ ففي هذه الدنيا حالات من الزواج على غير هذه القاعدة، فهناك الكثير
من الأزواج والزوجات يُظلَمون في هذه الناحية، فكيف العمل؟
الجواب:
في تفسير الآية قولان:
القول
الأول: الخبيثات: يعني الكلمات الخبيثات، تُقال للرجال الخبيثين،
والرجال الخبيثون للكلمات الخبيثات، بمعنى أن الخبثاء يُكلَّمون بكلام يناسبهم.
وقيل:
المراد بالخبيثات هنا الزانيات، أي: النساء غير العفيفات الفاجرات للرجال الخبيثين،
والرجال الخبيثون الذين هم غير عفيفين للنساء الخبيثات، يعني الفاجرات للرجال الخبيثين،
والرجال الخبيثون الذين هم غير عفيفين للنساء الخبيثات، يعني الفاجرات، وهذا كما في
أول السورة {ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ
وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ﴾ [النور: 3]، فالخبيثة لا يصح أن يتزوجها عفيف، وكذلك الخبيث
لا يصح أن يتزوج عفيفة، هذا حاصل ما قيل في الآيتين.
وعلى كل حال، فالآية فيها بيان أن هؤلاء الخبثاء يناسبهم ما هو من شكلهم من الكلمات والأشخاص، وأن الطيبين لهم الطيبات، الرجال الطيبون، أو الكلمات الطيبات تُقال للرجال الطيبين، والطيبون من الرجال لهم الكلمات الطيبات.
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد