دفن الأموات في المساجد
سؤال:
كان يوجد في قريتنا رجل صالح، فلمَّا مات: قام أهله بدفنه
في المسجد الصغير الذي نؤدِّي فيه الصلاة، والذي بَنَاه هذا الرجل في حياته، ورفعوا
القبر عن الأرض ما يقارب مترًا، وربما أكثر، ثم بعد عدة سنوات قام ابنه الكبير بهدم
هذا المسجد الصغير وإعادة بنائه على شكل مسجد جامع أكبر من الأول، وجعل هذا القبر في
غرفة منعزلة داخل المسجد، فما الحكم في هذا العمل، وفي الصلاة في هذا المسجد؟
الجواب:
بناء المساجد على القبور، أو دفن الأموات في المساجد هذا
أمر يُحرِّمه الله ورسوله، وإجماع المسلمين، وهذا من رواسب الجاهلية، وقد كان النصارى
يبنون على أنبيائهم وصالحيهم المساجد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكرت له
أم سلمة كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من التصاوير.
قال عليه الصلاة والسلام: «أُولَئِكَ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ التَّصَاوِير، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([3]). إلى غير ذلك من الأحاديث التي حذَّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تَسلُك هذه الأمة ما سلكت النصارى
([1])أخرجه: البخاري رقم (427)، ومسلم رقم (528).
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد