تفسير سورة النساء
سؤال:
ما معنى قوله تعالى: {لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ
إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾
[النساء: 148] ؟
الجواب:
قيل: معنى الآية أنه لا يجوز لأحد أن يدعو على أحد إلا إذا
كان المدعو عليه ظالمًا له، فيجوز للإنسان أن يدعو على مَنْ ظلَمَه، وقيل في معنى
الآية: إنَّ من سبَّكَ يجوز لك أن تسبَّه من باب القصاص، أما السِّباب من غير قصاص
فلا يجوز، {لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ
إِلَّا مَن ظُلِمَۚ﴾ فمن سابَّك
أو شتمك جاز لك أن تقتص منه وأن تردَّ عليه بالمِثْل، أما إذا لم يكن هناك سبب في السباب
والشتم فهذا لا يجوز؛ لأنه جهر بالسوء.
سؤال:
إذن المقصود بالسوء هنا: هو السَّبُّ أو الشتم؟
الجواب:
السَّبُّ أو الشتم أو الدعاء.
سؤال:
يعني لا يعمُّ هذا حتى الأفعال الباطلة التي على الأقل إذا
ابتلي الإنسان بها أن يستتر؟
الجواب:
يعني إشهار الجرائم والتشهير بالعصاة؟ نعم، يدخل في هذا أيضًا،
لكن قوله: {إِلَّا مَن ظُلِمَۚ﴾
يبدو أن فيه مقابلة بين طرفين، مظلوم وظالم، وأنه يجوز للمظلوم أن يظهر بالسوء على
من ظلمه.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد