×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 تفسير سورة القارعة

سؤال: ما معنى الآية: {ٱلۡقَارِعَةُ ١ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٢ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٣ [القارعة: 1-3] إلى آخر السورة؟

الجواب::{ٱلۡقَارِعَةُ يوم القيامة، سُمِّي بالقارعة لأنه يَقْرَع الأسماع بأهواله، وهذا أحد أسمائه، وقد سُمِّي بأسماء كثيرة: القارعة والصاخة والطامة الكبرى والساعة والحاقة وغير ذلك من أسمائه؛ لأنه يوم عظيم، يوم فيه أهوال عظيمة.

قوله تعالى: {ٱلۡقَارِعَةُ ١ مَا ٱلۡقَارِعَةُ ٢، هذا التكرار من أجل تفخيم هذا اليوم، وشد الانتباه لما يجري فيه من الأهوال حتى يكون المسلم على استعداد لملاقاته، ثم إنه سبحانه وتعالى بيَّن ذلك بقوله: {يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ ٤ وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ ٥ [القارعة: 4، 5]، بيَّنَ ما يكون في هذا اليوم من الحشر وجمع الخلائق، ومِنْ تغيُّر هذه الكائنات، حتى إن الجبال الرواسي تذوب وتكون كالعهن المنفوش من لينها وذوبانها بعد أن كانت جامدة قوية صلبة، ثم بَيَّنَ سبحانه وتعالى انقسام الناس إلى قسمين: سعداء، وأشقياء.

أما السعداء: فهم الذين ثَقُلَتْ موازين حسناتهم فرجحت بسيئاتهم ففازوا برضا الله سبحانه وتعالى، ونعيم الجنة خالدين مخلدين فيه.

والأشقياء: هم الذين خفَّتْ موازينهم، بمعنى أن سيئاتهم رجحت على حسناتهم والعياذ بالله، فهؤلاء خابوا وخسروا وانقلبوا إلى أسوأ عاقبة، وهي أن النار مقرهم ومصيرهم أبد الآباد.

***


الشرح