الذي لا يصلي ولا يصوم كافر
سؤال:
لي والد بلغ الستين من العمر ولم يُصَلِّ ولم يَصُمْ إلى
هذا اليوم، وهو بصحة جيدة وذو علم كثير، يستطيع به أن يجادل مَنْ يشاء من أهل العلم،
ونحن في قرية فيها مسجد كبير وقريب من دارنا جدًّا، ومع ذلك لم يستفِدْ من علمه شيئًا؛
حيث إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة كلها تنص على أن مثل هذا الإنسان ذو
حظ عاثر، تُرى ما العمل؟
وأنا
ابنه في العشرين من عمري، ومنذ سنوات وبشتى الطرق، حاولت إقناعه، بأن الناس في القرية،
يريدونه في المسجد ليصلي معهم أو بهم، لكنه يتغافل ويتكاسل عن أداء هذا الحق الإلهي،
ويردد قائلاً: إنَّ أكثر المصلين في هذا الزمان فُجَّار ومنافقون، والآن يقول لي بعض
الرجال: إذا مات أبوك فمن سيغسله ويصلي عليه وهو على هذه الحال؟ أرشدوني إلى ما يجب
عليَّ نحو والدي هذا، وما الحكم فيه إن مات على هذه الحالة؟
الجواب:
هذا المذكور الذي عنده علم ولكنه لا يصلي ولا يصوم ولا يعمل
بأحكام الدين، هذا ضالٌّ والعياذ بالله، وضلاله بيِّنٌ إذا كان يترك الصلاة متعمدًا؛
فترك الصلاة متعمدًا كفر على الصحيح، ولو لم يجحد وجوبها، أما إذا كان يجحد وجوبها
فهو كافر بإجماع المسلمين.
الحاصل:
أن هذا الذي ذكر السائل أنه لا يصلي ولا يصوم هذا كافر إن كان يجحد وجوب الصلاة ويرى
أنها غير واجبة فهذا كفره لا شك فيه. وإن كان مقرًّا بوجوبها ولكنه يتركها تكاسلاً،
فهذا على خلاف بين أهل العلم والصحيح القول بكفره.
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد