×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 التطيُّر والتشاؤم

سؤال: يعتقد بعض الناس عندنا إذا سمعوا نباح كلب أعزَّكم الله، أو شاهدوا طائر «البوم» يُحلِّق فوق مكان أو يطلق صوتًا، أن ذلك يعني وفاة أحد من ذلك المكان، هل هذا صحيح؟ وهل مثل هذا الاعتقاد يؤثر على عقيدة المسلم؟

الجواب: هذا من التطيُّر والتشاؤم بصوت البومة، أو غيرها من الطيور، واعتقاد أو خوف أن ذلك يسبب أو يدل على حدوث شر، أو مرض أو موت، وهذا من التطير الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، وهو من فعل الكفرة، كما تطيَّر قوم فرعون بموسى عليه الصلاة والسلام، ومَنْ معه، وكما تطيَّر قوم صالح عليه الصلاة والسلام به وبمن معه، وكما تطيَّر المشركون بمحمد صلى الله عليه وسلم.

والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّنَ أنَّ الطيرة شرك، قال عليه الصلاة والسلام: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ» ([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ([2])، فإذا اعتقد الإنسان أن هذا الطائر وهذه البومة تدل على حدوث شر، وتشاءم بها، فإن هذا هو الطيرة المذمومة، التي جاء النهي عنها، فإن هذه المخلوقات خَلَقَها الله سبحانه وتعالى لحِكَم ومصالح وليس عندها نفع ولا ضر، وإنما هذا بتدبير الله - سبحانه وتعالى - وتقديره.

والواجب على المسلم إذا وجد شيئًا من ذلك ووَقَع في قلبه شيء من ذلك، أن يدفعه بالإيمان واليقين، وأن يقول: اللهم لا طير إلا طيرك،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5757)، ومسلم رقم (2220).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3910)، وابن ماجه رقم (3538)، وأحمد رقم (3687).