×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 خيانة امرأة نوح وامرأة لوط

سؤال: قال الله تعالى في سورة التحريم: {ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمۡرَأَتَ نُوحٖ وَٱمۡرَأَتَ لُوطٖۖ كَانَتَا تَحۡتَ عَبۡدَيۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَٰلِحَيۡنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ يُغۡنِيَا عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗا وَقِيلَ ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ [التحريم: 10]، في أي شيء كانت خيانتهما؟

الجواب: أولاً: هذه الآية الكريمة مَثَل ضربه الله لمخالطة الكافر للمسلم، وأن الكافر لا ينفعه مخالطة المسلم، ما دام أنه لم يدخل في الإسلام، فإنه في يوم القيامة يكون في النار، ولا تنفعه معاشرته للمسلم ومخالطته للمسلم، وإن توثقت الصداقة والعلاقة؛ لأنه ليس بمسلم.

أما الخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط، فهي خيانة الملَّة؛ لأن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين فخانتاهما في الدين، حيث لم تدخلا في دين زوجيهما، فهذا يعتبر خيانة، وليس خيانة عِرض؛ لأن فرش الأنبياء معصومة عليهم الصلاة والسلام، لا يمكن أن يتزوج نبي بامرأة خائنة في عرضها؛ لأنهم معصومون - عليهم الصلاة والسلام - من ذلك، وفرشهم معصومة.

فالمراد هنا بالخيانة: خيانة الدين.

وقيل: إنَّ خيانتهما أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام، وتصفه بأنه مجنون، وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط؛ ليفعلوا بهم الفاحشة.


الشرح