تفسير سورة الماعون
سؤال:
ما معنى قول الله تعالى في سورة الماعون، بسم الله الرحمن
الرحيم: {فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ
عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ ٦ وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ
٧﴾ [الماعون: 4- 7] ؟
الجواب:
ويل: كلمة عذاب وتأديب ووعيد شديد، وقيل: إنه وادٍ في جهنم للمصلِّين
الذين هم عن صلاتهم ساهون، أي: الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، بأن يصلي الفجر بعدما
تطلع الشمس، ويصلي الظهر في وقت العصر، والعصر في وقت المغرب، وهكذا.
فالذي
يُخرِج الصلاة عن وقتها هذا يُعتبَر ساهيًا عنها، ومُضيِّعًا لها كما في الآية الأخرى:
{فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾
[مريم: 59]، فإضاعة الصلاة والسهو عنها، اللذَين ورد الوعيد عليهما في هاتين الآيتين،
هو إخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء:
103]، أي: مشروطة في أوقاتها، لا يجوز إخراجها عنها من غير عذر شرعي.
وقوله تعالى: {ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ﴾ يعني يراءون الناس بأعمالهم، يؤدُّون أعمالاً صالحة لا يريدون بها وجه الله، وإنما يريدون أن يمدحهم الناس، كالذي يتصدق لأجل أن يمدحه الناس أو يصلي، أو يطلب العلم، أو يؤدي أي عبادة من العبادات، لا رغبةً في الطاعة والثواب، وإنما يريد بذلك أن يمدحه الناس ويثنوا عليه، فهذا هو الرياء، وهذا يُحبِط العمل، كما قال سبحانه وتعالى: {فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد