الصلاة في المسجد الذي فيه قبر
سؤال:
في قريتنا مسجد وبداخله قبر شيخ يُدعَى البستاني، فهل يجوز
إزالة هذا القبر المبني بداخل المسجد، وندخل مكانه في مساحة المسجد، ففيه أناس يقولون:
إن هذا خطأ، وأناس يقولون: الشيخ لا يضر ولا ينفع فلا داعي لإزالته، علمًا بأن فيه
حجرة، وتُذبَح فيها الذبائح من نذور وغيرها، فماذا علينا أن نفعل به؟ أرشدونا وفقكم
الله.
الجواب:
لقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من بناء المساجد على
القبور، واتخاذها معابد، وشدَّد في ذلك غاية التشدُّد والوعيد، قال صلى الله عليه وسلم:
«اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ
مَسَاجِدَ» ([1])،
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فَإِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([2])،
وغير ذلك من الأحاديث الواردة في منع هذا العمل القبيح الذي يؤول بالقبور إلى أن تكون
أوثانًا تُعبَد من دون الله، وتُذبَح لها القرابين، وتُقرَّب لها النذور كما ذكر السائل،
فإن هذا من أفعال الجاهلية، ومِنْ فعل اليهود والنصارى مع أنبيائهم وصالحيهم، وهذا
هو الذي أوقع الشِّرك في قوم نوح عليه السلام لمَّا غلوا في الصالحين والأموات، وعَبَدُوهم
من دون الله، نسأل الله العافية والسلامة.
وقد وقع ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة؛ فاتُّخِذَت القبور مساجد في كثيرٍ من الأمصار، بُنِيَتْ عليها القباب وصُرِفَتْ لها كثيرٌ من
([1])أخرجه: مالك رقم (85)، وابن أبي شيبة رقم (7544).
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد