×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

سؤال: وَرَدَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حَقًّا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِي» ([1])، يدَّعي بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في المنام وأعطاه وِرْدًا يكرره كذا مرة، أي يتعبد به ويخبر به الناس، وهذا ينافي الآية الكريمة: {ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]، فهل يُصدَّق مثل هذا أم يُكذَّب؟

الجواب: أما رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فقد تَحْصُل، والحديث الوارد فيها صحيح، لكن هذا في حق من يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان يعرفه في اليقظة، ويعرف صفاته صلى الله عليه وسلم، فإن الشيطان لا يتشبَّه في صفاته وشخصيته عليه الصلاة والسلام، فمن كان يعرفه حق المعرفة ويميزه حق التمييز عن غيره، فهذا قد يراه في المنام.

أما الذي لا يعرف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يميز شخصيته الكريمة عليه الصلاة والسلام، فهذا قد يأتيه الشيطان ويدَّعي أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ويضلله في دينه، فليس الأمر على إطلاقه، لا بد لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون رؤياه صادقة إذا كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ويميزه عن غيره، أما إنسان لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف صفاته، ولا يميز صفة النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته عن غيره، فهذا قد يلبس عليه الشيطان، قد يأتيه ويدعي أنه الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما من الناحية الثانية: وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم علَّمَه وِرْدًا في الرؤيا، فهذا كما تفضَّل السائل، هذا أمر باطل؛ لأن التشريع قد انتهى بوفاة


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2266).