كتابة الحجب والحروز وتعليقها
سؤال:
نحن في السودان يأتي بعض الناس إلى المفتي أو المطوع، فيقول:
اكتب لي محاية أو أعطني الفاتحة أو اكتب لي حجابًا ييسر لي أموري، فهل هذا جائز، أفيدونا
أفادكم الله؟
الجواب:
المسلم يجب عليه أن يحافظ على عقيدته، عقيدة التوحيد التي
تربطه بربه، والتي هي أساس دينه ومناط سعادته في الدنيا والآخرة، فيحفظها من كل ما
يؤثر بها أو يخدشها من الأقوال والأفعال والبدع والخرافات، بأن يتوكل على الله، ويستعين
بالله، ويعلِّق أمله بالله، ولا يدعو غير الله في جلب الخير، أو دفع الضر {وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ
إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ
مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [يونس: 107].
وأما
ما ذكره السائل من أنه يذهب إلى المطوع، أو إلى من يسميه بالمفتي، ويطلب منه أن يكتب
له الفاتحة، أو يكتب له شيئًا من الحروز والحجب، فهذا شيء لا يجوز؛ لأنه تعلُّق بغير
الله سبحانه وتعالى، ولأن هذه الحروز وهذه الحجب منها ما هو شرك إذا كُتِب فيها ألفاظ
شركية؛ كالاستعانة بالجن أو الشياطين أو أسماء مجهولة، أو كتب فيها حروف مقطعة، فهذه
الحجب التي من هذا النوع تُعتبَر من الشِّرْك بالله عز وجل، ولا يجوز تعليقها ولا كتابتها
بإجماع أهل العلم.
أما إذا كانت هذه الحروز أو هذه الكتب والحجب فيها شيء من القرآن، فالصحيح أيضًا من قولَي العلماء أنه لا يجوز تعليقها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ» ([1])،
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد