اتخاذ مشايخ الطرق شفعاء
عند الله تعالى
سؤال:
كلُّنا نعرف الحديث الشريف: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1]).
فبماذا
تنصحوننا نحو مشكلة انتشرت في عالمنا تتمثل في البدع والخرافات، فمن ذلك طائفة يسمون
أنفسهم المشايخ، ويدَّعون أن لهم ولاية لمحبيهم من الناس في الدنيا والآخرة، فيجمعونهم
ويخطبون فيهم، كل واحد منهم يقول لمجتمعه: أنا الشيخ الفلاني، عاهدوني أن أكون وليكم
وشفيعكم في الدنيا والآخرة!!
فما
الحكم في مثل عملهم هذا؟ وما الحكم في مُصدِّقيهم من الناس؟ وما هو واجبنا نحوهم؟ أفيدونا
جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أولاً: نشكر السائل على غيرته على دينه، واهتمامه بعقيدته،
وهذا واجب كل مسلم.
أمَّا ما ذَكَرَهُ مِنْ حالة هؤلاء الذين يَدْعون الناس، ويخطبون فيهم، يحثونهم على تعظيمهم وعلى عبادتهم من دون الله باتخاذهم شفعاء وأولياء في الدنيا والآخرة؛ فهذا منكر عظيم، وكفر شنيع؛ لأن من دعا الناس إلى عبادة نفسه فهو طاغوت، كما صرَّح بذلك أهل العلم؛ لأن العبادة حق لله سبحانه وتعالى، ليس لأحد فيها أي استحقاق، والشفاعة مِلْك لله سبحانه وتعالى، {قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ﴾ [الزمر: 44]، {مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد