تفسير سورة المائدة
سؤال:
أرجو منكم تفسير قول الله تعالى: {حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ
وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ
وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ
عَلَى ٱلنُّصُبِ﴾ [المائدة:
3]، ثم هل المتردية والنطيحة محرم أكل لحمهما عندما تموت مباشرة بسبب ذلك، أو محرم
أكلها ولو بقيت مدة طويلة ثم ذبحتها بعد ذلك؟
الجواب:
يقول الله مخاطبًا عباده المؤمنين الذين ناداهم في مطلع هذه
السورة العظيمة بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ﴾
[المائدة: 1]، يقول تعالى: {حُرِّمَتۡ
عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ﴾:
أي حرَّم الله سبحانه وتعالى عليكم أكل الميتة، والميتة: هي التي ماتت بغير ذكاة شرعية،
وقد خص منها الدليل ميتة السمك والجراد؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ
لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، أَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالسَّمَكُ، وَالْجَرَادُ»([1]).
فالسمك والجراد أحل الله ميتتهما، وما عدا ذلك فإنه حرام.
والميتة
كما ذكرنا هي التي ماتت بغير ذكاة شرعية.
{حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ﴾: الدم هنا مطلق، ولكن قيدته الآية الثانية بالمسفوح؛ كما
قال تعالى: {لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا
عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا﴾ [الأنعام: 145].
والمراد به: الذي يخرج من الذبيحة وقت ذبحها، ويشخب من أوداجها، أما الدم المتبقي في العروق واللحم من الذبيحة فهذا معفو عنه لا بأس بأكله مع اللحم.
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد