الجهر بالدعاء والذِّكر بعد الصلاة
وغيرها
سؤال:
ما قولكم في الجهر بالدعاء والذِّكر مطلقًا وبعد الصلاة خاصة،
وهل يكون الدعاء والذِّكر جهرًا أم سرًّا أم بينهما؟
الجواب:
أمَّا الذِّكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم والمشروع،
فالإنسان مُخيَّر بين أن يجهر به وأن يُسِرَّ به؛ قال الله تعالى: {ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ﴾ [الأعراف: 55]، والله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، فيجوز
أن تدعو جهرًا وأن تدعو سرًّا، إلا إذا كان الجهر يترتب عليه إضرار بِمَنْ حولك من
النائمين أو المصلين أو الذين يقرؤون القرآن، فإنك تُسِرُّ، أو إذا خِفْتَ على نفسك
من الرياء والسمعة، فإنك تُسِرُّ في الدعاء؛ لأن هذا أدعى للإخلاص والجهر يجب ألا يكون
بصوت جماعي كما يفعل بعض الناس، إنما كل إنسان يدعو لنفسه سرًّا وجهرًا، أما الدعاء
الجماعي والصوت الجماعي هذا من البدع، وأما الذِّكْر بعد الصلاة، فإنه من السُّنَّة
الجهر به، حسب ما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الصحابة كانوا يجهرون بالذكر بعد الصلاة،
بالتهليل والاستغفار بعد السلام فهذه يجهر بها، لكن على صفة فردية، لا على صفة جماعية،
كما ذَكَرْنا أولاً، فإن الذكر الجماعي هذا من المبتدعات، وإنما كلٌّ يذكر لنفسه، ويجهر
بذلك بعد الصلاة.
أما
الدعاء فكما ذكرنا سابقًا يُدعى سرًّا وجهرًا قبل الصلاة أو بعدها، ولكن مع مراعاة
حسن الأدب، ومع مراعاة عدم الإضرار بالآخرين.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد