معنى حديث: «من سن في الإسلام»
سؤال:
ما مدى صحة هذا الحديث: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ
سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
([1])،
وما معناه؟ وهل هناك مجال لأن يسن الناس سننًا أخرى غير التي اشتمل عليها القرآن الكريم
والسنة النبوية، وهل ما يُسَنُّ من ذلك يُعتبَر من البدع؟
الجواب:
المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ
سُنَّةً حَسَنَةً»، المراد به: من عمل طاعة من الطاعات المشروعة، واقتدى به الناس
في ذلك، فقد سن سنة حسنة، وليس معناه أنه يُحْدِث عبادة جديدة، أو عملاً جديدًا لم
يشرعه الله ولا رسوله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])
وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ
رَدٌّ» ([3])،
والأحاديث في ذم البدع والتنفير منها كثيرة، فليس معنى: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ
سُنَّةً حَسَنَةً» ([4])
أنه أحدث شيئًا جديدًا، ولكن معناه أنه عمل بخصلة من خصال الخير فاقتدى به الناس
في عمل الخير، فكان فعله هذا سُنَّةً حَسَنة.
سؤال:
هل يعني أن هذه السُّنَّة مأمور بها، لكن الناس أهملوها أو
تركوها أو غفلوا عنها؟
الجواب: نعم، ومما يدل على هذا سبب هذا الحديث؛ ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ناس محتاجون وبَدَتْ عليهم الحاجة والفقر، فالنبي صلى الله عليه وسلم
([1])أخرجه: مسلم رقم (1017).
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد