خطب
الناس وحثَّهم على الصدقة ورغَّبَهم فيها؛ فجاء رجل معه صُرَّة من المال قد عجزت يده
عن حملها، ثم تبادر الناس وكلٌّ جاء بما يَسَّر الله حتى بَلَغَتِ الصدقاتُ أكوامًا
عند النبي صلى الله عليه وسلم، فَسُرَّ النَّبيِّ بذلك، وقال هذه الكلمة العظيمة: «مَنْ
سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ
بِهَا»، فهذا الرجل بادر إلى الصدقة فشَقَّ الطريق لمن حوله من المسلمين، فاقتدوا
به وبادروا.
سؤال:
«مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً» ([1])
هذه بقية الحديث، أو هي من باب القياس؟
الجواب:
هذه من بقية الحديث، على النقيض «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً»
في مقابلة: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فِي الإِْسْلاَمِ»، بأن عمل سوءًا
وصار قدوة سيئة للناس في ترك الواجبات وفعل المحرمات وإحداث البدع وغير ذلك.
«فَعَلَيْهِ
وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» ([2]):
من اقتدى بها يتحمل وزر هذه الجريمة، ووزر من اقتدى به، وهذا لفظ الحديث.
***
الصفحة 2 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد