×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 قضاء الصلاة بعد التوبة

سؤال: إذا ترك الإنسان معظم فروض الصلاة ولم يُصلِّها وبعد ذلك أراد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويؤدي ما عليه وما فاته من الصلوات، فماذا يفعل؟ وهل عليه إثم في ذلك، أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب: الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وجاء من التأكيد لِحَقِّها والحث على المحافظة عليها ووعيد المتخلفين عنها والمُضيِّعين لها آيات وأحاديث صحيحة تدل على أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام؛ لأنها عمود الإسلام، ولأن مَنْ حافظ عليها فإنه يكون محافظًا على بقية دينه من باب أولى، ويكون متجنبًا لِمَا حرَّم الله؛ لقوله تعالى: {ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ [العنكبوت: 45]، فلا دين بعد الصلاة؛ ولهذا ورد في الحديث: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَْمَانَةَ، وَآخِرُهُ الصَّلاَةُ» ([1]).

الصلاة شأنها عظيم، ولا يجوز لمسلم أن يتهاون فيها، ومَنْ تَرَكَها فقد كَفَر، كما دلَّتْ على ذلك الأحاديثُ والآياتُ القرآنية، سواء كان جاحدًا لوجوبها، أو كان متكاسلاً مع إقراره بوجوبها على الصحيح، فإنه يكفر بتركها؛ لأنه لم يُقِم دينه ولم يحافظ على صلاته، ولكن من تاب إلى الله عز وجل توبة صحيحة وحافظ على صلاته في مستقبل عمره فإن الله يتوب عليه؛ لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، والله جل وعلا يقول:


الشرح

([1])أخرجه: الحاكم رقم (8538)، والطبراني في الكبير رقم (8699)، والبيهقي رقم (12696).