×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

سؤال: هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب: التوسل فيه إجمال ينبغي تفصيله:

التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره، إذا كان المقصود منه طلب الدعاء من الشخص في حياته، بأن يأتي إلى رجل صالح ويقول: ادع الله لي بكذا وكذا، فهذا لا بأس به.

فقد توسل الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بالعباس، بالاستسقاء، وقال عمر رضي الله عنه: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا»، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسْقِنا، ثم أمر العباس فدعا الله عز وجل.

فالتوسل الذي من هذا القبيل، الذي معناه: طلب الدعاء من الشخص في حياته هذا لا بأس به.

أما التوسل بمعنى: التوسط بالأموات والغائبين، وسؤال الله عز وجل بهم فهذا أمر مبتدع ولا يجوز؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن ندعوه من غير أن نجعل بيننا وبينه وسائط في الدعاء، وإنما جاز طلب الدعاء من الحي لورود الدليل بذلك، أما الأموات والغائبون فإنه لم يَرِدْ ما يدل على أنه يُتوسل بهم، فالذي يفعل هذا يكون قد فعل بدعة محدثة في الدين، وإذا أضيف إلى هذا أنه يتقرب إلى هذه الواسطة في شيء من أنواع العبادة فهذا شرك أكبر، وهو الذي كان المشركون يفعلونه، قال الله تعالى: {وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، {وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، فإذا كان معنى التوسل: أنه يطلب من


الشرح