×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 الطواغيت الخمسة

سؤال: ما معنى الطاغوت؟ وهل كل طاغوت كافر؟

الجواب: الطاغوت في اللغة: مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، كمجاوزة الحق إلى الباطل، ومجاوزة الإيمان إلى الكفر، وما أشبه ذلك.

والطواغيت كثيرون، وكل طاغوت فهو كافر بلا شك، والطواغيت كثيرون، ولكن رءوسهم خمسة، كما ذَكَر ذلك العلامة ابن القيم وغيره.

الأول: إبليس لعنه الله، فإنه رأس الطواغيت، وهو الذي يدعو إلى الضلال والكفر والإلحاد، ويدعو إلى النار، فهو رأس الطواغيت.

والثاني: مَنْ عُبِدَ مِنْ دُون الله وهو راضٍ بذلك، فإنَّ مَنْ رضي أن يعبده الناس من دون الله، فإنه يكون طاغوتًا كما قال تعالى: {وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ [المائدة: 60]، فالذي يُعبَد من دون الله، وهو راضٍ بذلك هذا طاغوت، أما إذا لم يَرْضَ بذلك فليس كذلك.

والثالث: مَن ادَّعى شيئًا من علم الغيب، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى: {قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ [النمل: 65]، فالذي يدَّعي أنه يعلم الغيب هذا يجعل نفسه شريكًا لله عز وجل في علم الغيب فهو طاغوت.

والرابع: مَن دَعى الناس إلى عبادة نفسه، فالذي يدعو الناس إلى أن يعبدوه، ويريد أن يكون إلهًا ولو لم يَقُل إنه إله، لكن إذا دعا الناس إلى أن يتقربوا إليه بالعبادة ويزعم أنه يشفي مرضاهم، وأنه يقضي حوائجهم التي لا يَقْدِر عليها إلا الله عز وجل وأنه يَقْدِر أن يضرهم بما لا يَقْدِر عليه


الشرح