إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾
[البقرة: 255]، {وَلَا
يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾
[الأنبياء: 28]، {وَكَم مِّن
مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ
أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾
[النجم: 26]، والشفاعة مِلْك لله سبحانه وتعالى وحده، يأذن بها لمن شاء مِنْ رسله وأنبيائه
والصالحين من عباده، يشفع فيمن رضي عنه من المؤمنين.
فلا
تكون إلا بعد إذن الله، ولا تكون إلا إذا رضي الله عن المشفوع له قوله وعمله، بأن يكون
من أهل الإيمان، فالنبيون والملائكة والصالحون ليس لهم استحقاق في الشفاعة حتى يقول
هذا الدعيُّ عاهدوني على أن أكون لكم شفيعًا ووليًّا في الدنيا والآخرة، فإن الله هو
الشفيع وحده وهو الولي وحده، كما قال تعالى: {لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ
لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾
[الأنعام: 51]، وكما قال تعالى: {ثُمَّ
رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ﴾
[الأنعام: 62]، ففي الآخرة لا تملك نفس لنفس شيئًا، والأمر يومئذٍ لله، ليس لأحد استحقاق
في الشفاعة ولا في الولاية من دون الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى يقول في حق النبيين:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن
دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ
وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ٧ وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ
أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٨٠﴾ [آل عمران: 79، 80].
فالنبيون والملائكة والصالحون كلهم عبيد لله محتاجون إليه، كما قال تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57]، فالأولياء ليس لهم استحقاق في الشفاعة، وليس لهم حق بأن يتولوا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد