عباد
الله في الآخرة، وإنما هذا ملك لله سبحانه وتعالى، والولاية أيضًا لا تختص بأحد دون
أحد، فكل المؤمنين أولياء لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ
وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62، 63]، فكُلُّ مَنْ آمَنَ بالله واتَّقَاهُ فهو
وليٌّ لله، وهذه الولاية تعظم وتخفُّ بحسب حال صاحبها، في الإيمان والتقوى، وكُلَّما
عَظُم الإيمان والتقوى قَوِيَت الولاية، وكُلَّمَا ضَعُف الإيمان والتقوى ضَعُفت الولاية.
ولا يختص بها أحد دون أحد.
ثم
أيضًا نحن لا نحكم لأحد أنه ولي الله، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالولاية، وأمَّا مَنْ لم يشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن لا نجزم له بالولاية،
ولكننا نرجو للمؤمنين المتقين ونخاف على العصاة والمذنبين، وحتى الذين شَهِدَ لهم النبي
صلى الله عليه وسلم بالولاية، كالخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من
الصحابة ومن سادات المهاجرين والأنصار، ما أحد منهم ادَّعى هذه الدعوى التي ادَّعاها
هذا المُبْطِل، ما أحد من الخلفاء الراشدين ولا من الصحابة والْقُرُون الْمُفَضَّلة،
قال للناس: عاهدوني على أن أكون وَلِيُّكم وشفيعكم في الدنيا والآخرة، هذه لم يَقُلْها
أحد من أهل الإيمان، ولا يقولها إلا الطواغيت الذين يريدون أن يفسدوا عقائد المسلمين،
ويريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، فالواجب الأخذ على أيديهم، إما أن يتوبوا إلى
الله سبحانه وتعالى عن هذه الخرافات، وهذه النزعات والنزغات الشيطانية، وإما أن يُقتَلوا
ويُرَاح المجتمع الإسلامي منهم.
سؤال: طبعًا هذا الحكم يشمل المُدَّعِين ويَشْمَل مَنْ صَدَّقَهم أيضًا في دعواهم؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد