×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

والتمائم: هي الحروز والحجب التي تُعلَّق لدفع الشر أو شفاء المرض أو نحو ذلك، وهذا عامٌّ فيما يُعلَّق حتى ولو كان من القرآن؛ لأن في ذلك تعلُّق القلب بغير الله سبحانه وتعالى، ولأنه وسيلة وفتح باب لتعليق أشياء لا تجوز، ولأن في هذا امتهانًا للقرآن الكريم، فإن القرآن إذا كُتِبَ على هذه الصورة، على شكل حجب وحروز وتمائم، وصار يُعلَّق على هذه الصور، وعلى الأطفال وعلى من لا يتحرَّزون من النجاسة، أو من يدخلون أماكن قذرة، فإن هذا عرضة لامتهان القرآن الكريم.

فالحاصل: أنه يجب على المسلم أن يتجنَّب كل هذه الأمور. والذي وَرَدَ وصحَّتْ به الأحاديث أنه يقرأ على المريض قراءة مباشرة وهو ما يُسمى بالرقية الشرعية؛ وهي: أن يأتي القارئ ويقرأ على المريض أو على موضع الإصابة. أو المريض أو المصاب يقرأ على نفسه وعلى جسمه، وهذا أحسن وأتم، هذا الوارد.

أما أن يكتب كتابات وتُعلَّق حروز وحجب وتمائم فهذا لا يجوز للمسلم أن يتعامل معه، وهؤلاء الذين يكتبون مثل هذه الحجب وهذه الحروز غير مؤتمنين على عقائد المسلمين، غير مؤتمنين فيما يكتبونه في هذه الحروز وهذه الحجب، وربما يكون أكثرهم جهَّالاً، لا يميزون بين الحق والباطل، وربما يكون منهم مضللون يقصدون تضليل الناس والاحتيال عليهم؛ لجلب الطمع والكسب من الناس في هذه الأشياء، والاحتيال على الناس وسلب أموالهم.

فالواجب على المسلم أن يكون حذرًا وأن يكون تعلُّقه بالله سبحانه وتعالى، وأن لا يتعاطى هذه الأمور التي لا تسلم العقيدة من جرائها ومن شرها، والله أعلم.

***


الشرح