والمشركون
قبلهم من البِنَاء على القبور؛ لأن هذا يُفضي إلى جعلها آلهة تُعبَد من دون الله عز
وجل كما هو الواقع المشاهد اليوم، فإن هذه القبور والأضرحة أصبحت أوثانًا عادت فيها
الوثنية على أَشُدِّها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والواجب على المسلمين
أن يَحْذروا من ذلك، وأن يبتعدوا عن هذا العمل الشنيع، وأن يزيلوا هذه البنايات الشِّرْكية،
وأن يجعلوا المقابر بعيدة عن المساجد؛ فالمساجد للعبادة والإخلاص والتوحيد، {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ
فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [النور:
36]، والمقابر تكون لأموات المسلمين، تكون بعيدة كما كانت على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم والقرون المُفضَّلة، أما أن يُدفن الميت في المسجد، أو يقام المسجد على القبر
بعد دفنه، فهذا مخالف لدين الإسلام، مخالف لكتاب الله وسُنَّة رسوله وإجماع المسلمين،
وهو وسيلة للشرك الأكبر الذي تفشَّى ووَقَع في هذه الأمة بسبب ذلك.
الحاصل:
يجب عليكم إزالة هذا المنكر الشنيع، فهذا الميت الذي دُفِن
في المسجد بعد بناء المسجد الواجب أن يُنبَش هذا الميت، ويُنقَل ويُدفَن في المقابر،
ويُطهَّر المسجد من هذا القبر، ويُفرغ للصلاة والتوحيد والعبادة، هذا هو الواجب عليكم.
سؤال:
قبل إزالة هذه الجثة ما حكم الصلاة؟
الجواب: قبل إزالة هذا القبر من المسجد، لا تجوز الصلاة فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد، أي اتخاذها مصليات، ولو كان المصلي لا يقصد القبر، وإنما يقصد الله عز وجل بصلاته، لكن الصلاة عند القبر وسيلة إلى تعظيم القبر، وإلى أن يُتَّخذ القبرُ وثنًا يُعبَد من دون الله عز وجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد