أثبت للعبد مشيئة واختيارًا، وأثبت
لنفسه سبحانه وتعالى مشيئة، وجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل، فدلَّتِ الآية
الكريمة على إثبات المشيئتين: إثبات المشيئة للعبد، وإثبات المشيئة لله. وأما مشيئة
العبد فتابعة لمشيئة الله عز وجل.
وأما
قوله تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾ [الكهف: 29]، هذا ليس معناه التخيير، بل هذا معناه الزجر
والتهديد والتوبيخ {وَقُلِ ٱلۡحَقُّ
مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ
أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ﴾ [الكهف: 29]، هذا معناه التهديد والتوبيخ، وأن الإنسان إذا
عصى الله سبحانه وتعالى وكفر بالله فإن الله يعاقبه؛ لأنه فعل الكفر باختياره، وفعل
الكفر بإرادته ومشيئته، فهو يستحق عقاب الله، ودخول النار {فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ
نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ﴾
[الكهف: 29].
***
الصفحة 2 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد