أما
إذا كان التوسل للغائب والميت بمعنى أنه يدعو الله سبحانه وتعالى، ويجعل هذا واسطة،
فيقول: أسألك بحق فلان، أو بجاه فلان، فهذا بدعة لا يصل إلى حدِّ الشِّرك الأكبر، لكنه
بدعة محرمة وهو وسيلة إلى الشِّرك، وباب إلى الشِّرك، يوصل إلى الشِّرك، فالحاصل:
أنه لا يجوز التوسل بالأموات ولا بالغائبين بأي نوع من أنواع التوسل، فإن كان يطلب
منهم الحاجة، ويذبح لهم وينذر لهم، هذا شرك أكبر، وإن كان مجرد أنه يتوسل بهم، يسأل
بجاههم أو بحقهم، هذا بدعة محرمة، ووسيلة من وسائل الشِّرك.
أما
قول السائل عن هذا المكابر، أنه يقول: أنا لا أدعوهم، وإنما أدعو الله سبحانه وتعالى
بصلاحهم وتقواهم، فهذا هو عين قول المشركين الأولين، كما قال تعالى عنهم: {وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ
وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، وكما قال الله تعالى عنهم: {وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، المشركون الأولون يعلمون أن هؤلاء الأموات والمدعوين
من دون الله لا يقدرون على الخلق والرزق والإحياء والإماتة، يعترفون أن هذا لله سبحانه
وتعالى، وإنما يريدون من هؤلاء مجرد الشفاعة، ومجرد الوساطة، وما أشبه ذلك، مما يتعلل
به إخوانهم من المشركين اليوم.
***
الصفحة 2 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد