وقوله:
{إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ﴾: أي يغشاها من أمر الله شيء عظيم لا يعلم وصفه إلا الله
عز وجل.
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ﴾
أي ما زاغ بصر محمد صلى الله عليه وسلم يمنةً ولا يسرةً عن مقصوده.
{وَمَا طَغَىٰ﴾
أي ما تجاوز البصر.
وهذا
كمال الأدب منه صلوات الله وسلامه عليه أن قام مقامًا أقامه الله فيه ولم يُقصِّر عنه
ولم يتجاوزه ولا حَادَ عنه، وهذا أكمل ما يكون منه الأدب العظيم الذي فاق فيه الأولين
والآخرين، فإن الإخلال يكون بأحد هذه الأمور، إما أن لا يقوم العبد بما أُمِرَ به،
أو يقوم به على وجه التفريط، أو يقوم به على وجه الإفراط أو على وجه الحيدة يمينًا
وشمالاً، وهذه الأمور كلها منتفية عنه صلى الله عليه وسلم.
وقوله:
{لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ﴾ أي من الجنة والنار وغير ذلك من الأمور التي رآها النبي
صلى الله عليه وسلم لَمَّا أُسْرِيَ به. والله أعلم.
سؤال:
ما معنى الآيتين الكريمتين في قوله تعالى: {وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39]، وقوله: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم
بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم
مِّن شَيۡءٖۚ﴾ [الطور: 21]، وهل بينهما نسخ
أو تعارض؟ وماذا نستفيد منهما؟
الجواب: بين الآيتين إشكال؛ ذلك أن الآية الأولى فيها: أن الإنسان لا يملك إلا سعيه ولا يملك سعي غيره {وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39]، فملكيته محصورة بسعيه، ولا ينفعه إلا سعيه، بينما الآية الأخرى فيها أن الذرية إذا آمنت فإنها تلحق بآبائها في الجنة وتكون معهم في درجتهم وإن لم تكن عملت عملهم، فالذرية إذن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد