×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

قال ابن إسحاق: وهم الذين بَعَثَ اللهُ فيهم رسولَه هودًا عليه السلام، فكذَّبوه وخالفوه، فأنجاه الله مِنْ بين أظهرهم ومَنْ آمَنَ معه منهم، وأهلكهم {وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ ٦ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ ٧ فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ ٨ ا [الحاقة: 6- 8]، وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.

فقوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ.

عطف: بيان وزيادة تعريف بهم.

قوله تعالى: {ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ، لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشَّعر التي تُرفَع بالأعمدة الشِّداد، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خِلْقَةً وأقواهم بطشًا؛ ولِهَذا ذَكَّرَهم هود بتلك النعمة، وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم، وقال: {وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الأعراف: 69]، انتهى كلامه رحمه الله.

وبه يتبين المراد بقوله تعالى: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧. والله أعلم.

***


الشرح