الجواب:
نعم، الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للميت
بعد دفنه، كان يقف على قبره ويدعو له ويستغفر له ويقول لأصحابه: «اسْتَغْفِرُوا
لأَِخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1]).
فالذي
يُشرَع للمسلمين إذا دفنوا الميت وانتهوا من دفنه أن يقفوا على قبره، وأن يستغفروا
له، وأن يسألوا الله له التثبيت؛ لأنه وقت سؤال الملكين في القبر، فيقولون: اللهم اغفر
له، اللهم ثبِّته، ويكررون هذا الدعاء المبارك، فإن الله ينفعه بذلك؛ لأن دعاء المسلمين
للأموات يُرجى وصوله إليهم وانتفاعهم به، دعاء الحيِّ للميت، هذا هو المشروع، لا العكس
الذي يفعله الجهَّال والقبوريون من أنهم يطلبون من الميت أن يدعو لهم، وأن يستغفر لهم،
وأن يشفع لهم، فهذا عكس ما شرعه الله ورسوله، وهذا من المحادة لله ولرسوله، إنما المشروع
هو العكس، أن الحيِّ هو الذي يدعو للميت، ويستغفر له، والله جل وعلا يقول لنبيه: {وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وكان صلى الله عليه وسلم إذا مَرَّ بالقبور
استقبلهم بوجهه عليه الصلاة والسلام، وقال: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ،
يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنَا وَنَحْنُ فِي الأَْثَرِ ([2])،
اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا
وَلَهُمْ» ([3]).
أما
ما يُفعل مع الجنائز من هذه البدع المحدثة من الأمور التي اعتادها الناس، وهي ليس لها
أصل في شريعة الإسلام، فالواجب الحذر منها، والمنع منها، والتحذير منها.
***
الصفحة 5 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد