تُنَوِّرَ
بِكِتَابِكَ بَصَرِي، وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي،
وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَأَنْ تَعمل بِهِ بَدَنِي، فَإِنَّهُ لاَ يُعِينُنِي
عَلَى الْحَقِّ غَيْرُكَ، وَلاَ يُوَفِّقُنِي إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، يَا أَبَا الْحَسَنِ فَافْعَلْ ذَلِكَ ثَلاَثَ
جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا تُجَبْ بِإِذْنِ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ
مَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ» ([1])،
فما مدى صحة هذا الحديث، فإن كان صحيحًا، فمتى تُصلَّى هذه الصلاة من يوم الجمعة؟ وهل
يجوز حمل المصحف في الصلاة والقراءة منه مشاهدة، إن لم يكن المصلي حافظًا له؟ وكذلك
الدعاء، هل يجوز كتابته في ورقة وقراءته في الصلاة من الورقة؟ وما هو الوقت الأفضل
للدعاء في الصلاة؟ وهذا الحديث إذا لم يكن صحيحًا فهل هناك طريقة صحيحة ومفيدة لحفظ
القرآن، والأمن من عدم ضياعه من الصدر؟
الجواب:
أولاً: أما الحديث الذي ذكرت فقد رواه الإمام الترمذي في جامعه،
في كتاب الدعوات، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم، إلى
أن قال «ابن كثير»: إنه من البيِّن غرابته، بل نكارته، والله أعلم.
وعلَّق
على ذلك الشيخ محمد رشيد رضا بقوله: بل أسلوبه أسلوب الموضوعات،
لا أسلوب أفصح البشر محمد صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه، ولا أسلوب عصرهما.
فعليه: لا أرى لك أن تعمل بهذا الحديث نظرًا لما قيل فيه، وأما من ناحية العمل الذي يثبت حفظ القرآن في صدرك، فعليك أن تكثر من تلاوته، ومن تعاهده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بتعاهد هذا القرآن،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3570).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد