سماء
وفيها أرض، لكنها غير هذه السماء، وغير هذه الأرض الموجودتين الآن؛ لأن الله تعالى
يقول: {يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ
وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾
[إبراهيم: 48]، فالمراد هنا بالأرض وبالسماء الجنس، وإن كان العين مختلفًا، والمعنى:
أن هؤلاء الكفار لا يخرجون من هذه النار أبد الآباد، وأنهم مخلَّدون فيها.
أما
الاستثناء في قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ﴾
في الآيتين؛ فالمراد بالاستثناء في الآية الأولى في حق الأشقياء {خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ
إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ﴾،
الذي عليه أكثر المفسِّرين: أن المراد بهذا الاستثناء عصاة الموحِّدين الذين
يدخلون النار بمعاصيهم، فإنهم لا يخلدون فيها، وهم مستثنون من الخلود، وينفرد بالخلود
الكفار والمشركون، أما عصاة الموحدين فإنهم وإن دخلوا النار فإنهم يُستثنون من الخلود
فيها {إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ﴾
بأن يخرجوا منها إما بشفاعة الشافعين، بإذن الله عز وجل أو بعفو الله عز وجل عنهم،
فالمراد بالاستثناء هنا أهل التوحيد، العصاة الموحِّدون.
وأما
الاستثناء في قوله تعالى: {وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ
خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ
رَبُّكَۖ﴾ ففيه قولان للمفسرين:
القول
الأول: أن المراد أيضًا عصاة الموحدين، فإن عصاة الموحدين الذين
دخلوا النار لهم شيء من البقاء في الجنة في أول الأمر، فاتهم شيء من الخلود؛ لبقائهم
في النار فترة قبل دخولهم الجنة.
القول
الثاني: قيل المراد بالاستثناء هنا: بيان أن خلودهم فيها ليس واجبًا،
وإنما هو راجع إلى مشيئة الله عز وجل فهم يخلدون فيها بمشيئة الله، وليس خلودهم هذا
من باب الوجوب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد