والعدة
كما بيَّنَها الله سبحانه وتعالى في آيات أخرى في سورة البقرة، أن الحائض تعتد بثلاث
حيض، وفي هذه الصورة أن الحامل تعتد بوضع الحمل {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَۖ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمۡۖ﴾
هذا أمر من الله سبحانه وتعالى بتقواه بالتزام هذه الأحكام التي بَيَّنَها؛ لأنها من
مصالح العباد، وهي عبادة لله سبحانه وتعالى بالتزام أمره واجتناب نهيه.
{لَا تُخۡرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ﴾ هذا فيه نهي من الله سبحانه وتعالى أن لا تخرج المطلقة من
بيت الزوجية قبل نهاية عدتها، ففيه مشروعية اعتداد المطلقة في بيت الزوجية، وأن لا
تخرج منه؛ لأنها إذا كانت رجعية، فإنها زوجة لها حكم الزوجات ولعل مُطلِّقها أن يُراجِعَها،
تكون الفرصة مهيأة للرجعة التي يرغب فيها الشارع؛ لِمَا فيها من مصلحة، وإن كانت بائنًا،
فهذا محل خلاف بين أهل العلم، هل تجب السكنى أو لا تجب، وظاهر الآية أنها أيضًا تجب
لها السكنى، والمسألة فيها خلاف، أما الرجعية فلا خلاف؛ لأنها تجب لها السكنى والنفقة
لأنها زوجة.
{لَا تُخۡرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخۡرُجۡنَ
إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ﴾
الفاحشة المبينة، قيل: هي الزنا، وقيل: هي البذاءة باللسان، بأن يحصل منها بذاءة على
الزوج أو على أهل الزوج، سب أو شتم أو غير ذلك، فإنها حينئذٍ يُسوَّغ إخراجها من بيت
الزوجية {إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ﴾ والآية عامة للفاحشة المبينة، سواء كانت زنا أو بذاءة أو
غير ذلك.
{وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ﴾
أي أحكامه التي حددها وبيَّنها لعباده فالتزموها ولا تتعدوها.
{ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ
نَفۡسَهُۥۚ﴾ حيث إنه عصى الله سبحانه وتعالى
وعرَّض نفسه للعقوبة، عقوبة المخالفة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد