شيء
في القلب، وهذا اقتناع في القلب، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب، وأن نجعلها مؤمنة، هذا
بيد الله عز وجل، هو مقلِّب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لكن واجبنا
الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند وعرف الحق وعاند بعد
معرفته، فهذا يجب علينا أن نجاهده، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام ونجعل الإيمان
في قلبه قسرًا هذا ليس إلينا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى، لكن نحن ندعو
إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبيِّن للناس هذا الدين، ونجاهد أهل العناد،
وأهل الكفر والجحود؛ حتى يكون الدين لله وحده عز وجل وحتى لا تكون فتنة.
أما
المرتد فهذا يُقتَل؛ لأنه كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهذا عضو فاسد يجب
بتره وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة، ويُخشى أن يفسد عقائد الباقين، هذا لما
فسد ومرج قلبه وجب قتله لأنه ترك الحق لا عن جهل، وإنما عن عناد وبعد معرفة الحق؛ ولذلك
صار لا يصلح للبقاء ويجب قتله، فلا تعارض بين قوله تعالى: {لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ﴾
[البقرة: 256]، وبين قتل المرتد؛ لأن {لَآ إِكۡرَاهَ
فِي ٱلدِّينِۖ﴾ هذا عند الدخول في الإسلام،
وأما قتل المرتد فهذا عند الخروج من الإسلام بعد معرفته وبعد الدخول فيه، على أن الآية
وهي قوله تعالى: {لَآ إِكۡرَاهَ
فِي ٱلدِّينِۖ﴾ فيها أقوال للمفسرين، منهم
من يقول: إنها خاصة لأهل الكتاب، وإن أهل الكتاب لا يُكرَهون، وإنما يُطلَب منهم
الإيمان أو دفع الجزية، فيُقِرُّون على دينهم إذا دفعوا الجزية وخضعوا لحكم الإسلام،
وليست عامة في كل كافر، ومن العلماء من يرى أنها منسوخة؛ لقوله تعالى: {فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ﴾ [التوبة: 5]، فهي منسوخة بآية السيف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد