ومن
العلماء: من حمله على الجمع الصوري، وهذا الذي أيَّده الشوكاني في
نيل الأوطار.
والجمع
الصوري: معناه أن يؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، ويُقدِّم الصلاة
الثانية في أول وقتها، ثم يصليهما جميعًا، هذه في آخر وقتها، وهذه في أول وقتها، فهذا
جمع صوري، لكن كل صلاة صلاها في وقتها، ليس جمعًا حقيقيًّا، وإنما هو جمع صوري، أخَّر
مثلاً المغرب إلى آخر وقتها وقدَّم العشاء في أول وقتها، وصلاَّهما جميعًا، كذلك أخَّرَ
مثلاً الظهر إلى آخر وقتها، وصلى العصر في أول وقتها، هذا يُسمَّى الجمع الصوري، ليس
جمعًا حقيقيًّا، وهذا معنى صحيح، وأيَّده الشوكاني، وأيَّده غيرُه في معنى الحديث،
أن المراد به الجمع الصوري.
ومن
العلماء مَنْ حَمَلَ الحديث وهو قوله: «مِنْ غَيْرِ
خَوْفٍ، وَلاَ سَفَرٍ» ([1])،
أو «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ» ([2]):
بأن معنى ذلك أنه جمع للمرض؛ لأن الأعذار أربعة التي تبيح الجمع:
إما
الخوف، وإما المطر، وإما السفر، وإما المرض.
فإذا كان ذكر أنه «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ، وَلاَ سَفَرٍ» أو «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ» ما بقي فيكون صلى الله عليه وسلم جمع من أجل المرض، فيُباح للمريض أيضًا أن يجمع، إذا كان يلحقه بترك الجمع مشقة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (705).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد