×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

الله سبحانه وتعالى في السماء

سؤال: دارَ نِقاشٌ بيني وبين زميل لي في المكتب، حَوْل وجود الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا الشخص ينفي وجود الله سبحانه وتعالى في السماء، وأنا أثبته بدليل قوله تعالى: {ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ [الملك: 16]، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية، قال لها: «أَيْنَ اللهُ؟». قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ ([1])، المطلوب من فضيلتكم توضيح الصواب جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم؟

الجوب: لا شك أن الله سبحانه وتعالى في السماء، هذا ما يعتقده المسلمون، وأتباع الرسل قديمًا وحديثًا، فهو محل إجماع في رسالات الله سبحانه وتعالى، وعباده المؤمنون يعتقدون أنَّ الله جل وعلا في السماء، وتضافرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسُّنَّة بما يزيد على ألف دليل، على علوِّ الله سبحانه وتعالى، وأنَّه في السماء، وأنَّه استوى على عرشه سبحانه وتعالى، كما أخبر جل وعلا بذلك، ومن ذلك ما ذكره السائل من قوله تعالى: {ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ ١٧ [الملك: 16، 17]. وحديث الجارية التي في الصحيح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «أَيْنَ اللهُ؟». قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: «أَعْتِقْهَا إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ([2]).

ومعنى كونه في السماء إذا أُريد بالسماء العلوُّ ففي الظرفية؛ وهو أنَّ الله جل وعلا في العلو بائنٌ من خلقه سبحانه وتعالى، عالٍ على مخلوقاته، بائنٌ من خلقه.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (537).

([2])أخرجه: مسلم رقم (537).