×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

وأمَّا إذا أُريد بالسماء، السماء المبنية، وهي السبع الطباق، فمعنى «فِي»: علا في السماء. يعني: على السماء، كما في قوله تعالى: {قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ [الأنعام: 11]، يعني: على الأرض، كما في قوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ [طه: 71]، يعني: على جذوع النخل.

وعلى كل حال الآيات المتضافرة، والأحاديث المتواترة، وإجماع المسلمين، وأتباع الرسل، على أنَّ الله جل وعلا في السماء.

أمَّا مَنْ نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإنَّ هذا المذهب باطل وإلحادٌ في أسماء الله، والله جل وعلا يقول: {وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعراف: 180].

فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء، هذا يُكذِّب القرآن، ويُكذِّب السُّنَّة، ويُكذِّب إجماع المسلمين، فإن كان عالمًا، فإنَّه يكفر بذلك، أمَّا إذا كان جاهلاً فإنَّه يُبَيَّن له، فإذا أصرَّ بعد البيان، فإنَّه يكون كافرًا، والعياذ بالله.

***


الشرح