كِتَابُ
الطَّهَارَةِ
****
جَرَتْ عَادَة الفقهاء
أَنَّهُم يُقَسِّمُونَ الفِقْهَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ:
القِسْم الأَوَّل: العِبَادَات.
القِسْم الثَّانِي: المُعَامَلاَت.
القِسْم الثَّالِث: الأَنْكِحَة.
القِسْم الرَّابِع: الجِنَايَاتُ
والحدودُ.
وبَدَؤُوا بِقِسْمِ
العِبَادَات لأهميته، وَالعِبَادَات هِيَ أَرْكَان الإِسْلاَم الخَمْس:
الشَّهَادَتَانِ، وَالصَّلاَة، وَالزَّكَاة، وصَوْم رمضانَ، وَحَجُّ بَيْت الله
الحَرَام، وَمَا يتعلق بِذَلِكَ من التَّطَوُّع والقُرُبَات الواجبة
والمُستَحَبَّة.
ولَمَّا كَانَ
الرُّكْن الأَوَّل - وَهُوَ الشَّهَادَتَانِ - موضوعه كُتُب العَقَائِد، بَقِيَت
الأَرْكَان الأَرْبَعَة وأهمها الصَّلاَة، فبدأ بها، لَكِن لَمَّا كَانَت
الصَّلاَة تتوقف عَلَى الطَّهَارَة، فَهِيَ شرطٌ من شُرُوط صِحَّتِها، بدأ بكتاب
الطَّهَارَة، وبيَّنَ بِمَاذَا تَحصُل الطَّهَارَة، ولَمَّا كَانَت الطَّهَارَة
باستعمال المَاء أو ما يَقُوم مَقَامَهُ بدأ بباب المياه.
والطهارة لغةً: النزاهة والنظافة
من الأقذار وَالأَنْجَاس الحِسِّيَّةِ والمعنويَّةِ.
وَهِيَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
القِسْم الأَوَّل: طهارة معنويةٌ، وَهِيَ الطَّهَارَة من الشِّرْك وَالبِدَع والخرافات؛ كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ﴾ [التوبة: 28] هَذِهِ نجاسةٌ معنويةٌ.
الصفحة 4 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد