وإن كَانَ لا يَحفَظُه فإنه يَدْعُو بغيره
مِمَّا فيه طَلَبُ الغَيْث وطَلَبُ السُّقْيَا وإنزال المَطَرِ، ومنه:
«اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيئًا طَبَقًا مَرِيعًا غَدَقًا عَاجِلاً غَيْرَ
رَائِثٍ» ([1]).
ما يَفْعَل
للاستصحاء:
قَوْله: «وإن كَثُرَ المطر حَتَّى خيف مِنْهُ سُنَّ قَوْل: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا..» هَذَا دُعَاء الاستصحاء إِذا زَادَت الأَمْطَار وخِيفَ الضَّرَر فإنه يَدْعُو الله بأن تنقشع وأن تستصحي السَّمَاء، وأن يَكُون المطر خَارِج البُنْيَان فيقول «اللَّهُمَّ، عَلَى الظِّرَابِ وَالآْكَامِ، وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»، هَذَا دُعَاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَثُرَت الأَمْطَار ([2])، وَذَلِكَ أنه صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخطب فِي الجُمُعَة والسماء صَحْوٌ وهم مُجدِبُون، فدَخَلَ أعرابيٌّ من بَاب المَسْجِد، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَبَعْدَ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الأُْخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الأَْعْرَابِيُّ، أَوْ قَالَ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا» فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلاَّ انْفَرَجَتْ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (1270)، والطبراني في الكبير رقم (12677).
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد