وَقَوْله: «إلا الرِّيح»
لورود أن «مَنِ اسْتَنْجَى مِنَ الرِّيحِ فَلَيْسَ مِنَّا»؛ لأن هَذَا يدل
عَلَى التنطع والغلوِّ، وَالرِّيح لَيْسَ لها أَثَرٌ عَلَى المَخرَج، والاستنجاء
إِنَّمَا يَكُون لِإِزَالَة الأَثَر، ومِثلُه الطَّاهِر وغير الملوِّث.
أَحْكَام دُخُول
الخَلاَء:
قَوْله: «وسُنَّ عِنْدَ
دُخُول خلاء»؛ لأن الإِنْسَان يَحتاج إِلَى دُخُول الخَلاَء، فناسَبَ أن
يَذكُرَ أَحْكَامَ دُخُول الخَلاَء.
والخلاء مَعْنَاه: المَكَان المُعَدُّ
لقضاء الحَاجَة؛ كالكنف، والمراحيض، سُمِّيَ خلاءً؛ لأن الإِنْسَان يَخْلُو فيه.
قَوْله: «قَوْل: بِسْمِ
اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» ([1]) هَذَا أَوَّل
الآدَاب الَّتِي تُشرَع عِنْدَ دُخُول الخَلاَء؛ لأن الخَلاَء محل النَّجَاسَة،
والنجاسات مَأْوى الشَّيَاطِين؛ لأن الشَّيَاطِين تُحِبُّ النجاسات والقاذورات؛
لأَِنَّهَا قذرة فتُنَاسِبُها القاذورات، وأيضًا تتواجد فِيهَا لتؤذي بني آدَم
فيتحصن الإِنْسَان عِنْدَ الدُّخُول ببسم الله، فَإِذَا قال: بسم الله، واستعاذ
بالله من الشَّيَاطِين فإنه يَسلَم مِن شَرِّهِم، ولا يَكُون لَهُم عَلَيْهِ
سَبِيل، وَقَوْله: «وسُنَّ عِنْدَ دُخُول» يَعْنِي حينما تريد
الدُّخُول، وَلَيْسَ بَعْدَ أَن تَدخُل.
يَقُول: «بسم الله» أي: هَذَا اللَّفْظ فَقَط، فَلاَ يَقُول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم، إِنَّمَا يكتفي ببسم الله، ثُمَّ يستعيذ فيقول: «أعوذ بك من الخبث والخبائث»، «الخُبث» بضم الخَاء جَمْعُ خَبِيث، وَهُم ذُكْرَان
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد