فصل
يُسَنُّ
السِّوَاك بالعود كل وقتٍ، إلا لصائم بعد الزَّوَال فيُكرَه
****
هَذَا الفَصْل فِي أَحْكَام السِّوَاك وأفعال
التَّجَمُّل:
السِّوَاك بكسر
السين - أو السُّوَاك بضمها - يُرَاد به المَصدَر، يَعْنِي: التَّسَوُّك، ويُطلَق
السِّوَاك عَلَى الآلَةِ، وَهِيَ العُود الَّذِي يُستاك به، وَالسِّوَاك سُنَّة
مؤكَّدة، ثَبَتَ فيه أَحَادِيث كَثِيرَة عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من
الأَمْر به، والحث عَلَيْهِ، وذِكر فَوَائِده، وَهُوَ من سُنَن الأَنْبِيَاء، ومن
خصال الفِطْرَة؛ لأنه ينقي الفم، ويُذهِب رائحة الفم، فَهُوَ أَدبٌ إسلاميٌّ
عَظِيم، وذَكَرَ صاحب سُبُلِ السَّلاَمِ أنه وَرَدَ فيه مِائَة حَدِيث أو أَكْثَر،
بل أُلْقِيَت فيه رسائل خَاصَّة، فَهُوَ مهم جِدًّا، وذَكَرَهُ فِي بَاب
الطَّهَارَة؛ لأن لَهُ علاقة بها؛ لأنه يستاك قبل الوُضُوء، قَالَ صلى الله عليه
وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ
عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» ([1]).
وَقَوْله: «يُسَنُّ
السِّوَاك بالعود» هَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، واختَلَفوا فِي غير العُود؛
كَأَنْ يَستَعمِل الخِرْقَة، أو أي شَيْء يزيل ما عَلَى الأَسْنَان ويُطيِّب
الرَّائِحَة، هَل هَذَا يكفي عَن السِّوَاك بالعود أو لاَ بُدَّ من العُود عَلَى
قَوْلَيْنِ:
القَوْل الأَوَّل: أنه يَحصُل
السِّوَاك بِأَيّ شَيْء يُنظِّف الفم.
القَوْل الثَّانِي: أنه لا تَحصُل السُّنة إلا بالسواك بالعود، والراجح - والله أعلم - أنه تَحصُل فضيلة السِّوَاك بكل ما يُنَقِّي الفَمَ ويُطَيِّب رائحته.
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد