فصل
آكَدُ
صلاةِ تَطَوُّعٍ: كسوفٌ، فَاسْتِسْقَاءٌ، فتراويحُ، فوِتْرٌ، ووَقْتُهُ من صلاة
العشَاء إِلَى الفَجْر، وأَقَلُّهُ ركعةٌ، وأَكْثَرُهُ إِحْدَى عَشَرَة: مَثْنًى
مَثْنًى، ويُوتِر بواحدةٍ، وَأَدْنَى الكمال ثَلاَث بِسَلاَمَيْنِ.
****
هَذَا الفَصْل فِي صلاة التَّطَوُّع
وَأَحْكَامهَا:
الله عز وجل جَعَلَ
بعد كل فريضة نافلة مِنْ جِنْسِهِا؛ لأَِجْلِ أن تُكمَلَ مِنْهَا لو حَصَلَ فِيهَا
نقصٌ، فجَعَلَ بعد الصَّلاَة المفروضة صلاة نوافل، وجَعَلَ بعد الزَّكَاة صَدَقَة
تطوُّعٍ، وجَعَلَ بعد صِيَام رمضان صِيَام تطوُّع، وجَعَلَ بعد حَجِّ الفريضة
حَجَّ تَطَوُّعٍ، فكُلُّ عبَادَة واجبة فإِنَّ اللهَ يَجعَل مِنْ جِنْسِهِا
تطوُّعًا زِيَادَةً فِي الخَيْر، وأيضًا لو حَصَلَ نقصٌ فِي الفريضة فَإِنَّهَا
تُكمَل من النوافل؛ كما جَاءَ فِي الحَدِيث، فينبغي للمسلم أن لا يَقتَصِر عَلَى
الفرائض، وإن كَانَ الاِقْتِصَار عَلَى الفرائض كافيًا، لَكِن هُوَ بِحَاجَة إِلَى
التَّزَوُّد من الأَعْمَال الصَّالِحَة، بِحَاجَة إِلَى أن تُجْبَر صلاته إِذا
نَقَصَت؛ لأَِنَّهَا عُرضَةٌ للنقص، وَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَهُوَ
أَكْمَلُ الخَلْقِ فِي العِبَادَة كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يَتَصَدَّقُ،
وَكَانَ يَتَطَوَّعُ بأنواع التَّطَوُّعَاتِ وَلَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى الفرائض.
قَوْله: «آكَدُ صلاةِ تَطَوُّعٍ» آكَدُ صلاةِ التَّطَوُّعِ ما تُشرَع لَهُ الجَمَاعَة، وَهُوَ: الكسوفُ، وَالاِسْتِسْقَاءُ، والتراويحُ، وبعد ذَلِكَ النفل المقيَّد كالوتر؛ لثبوت الأَدِلَّة به وتأكيده، ثُمَّ الرواتب الَّتِي مَعَ الفرائض، ثُمَّ صلاة الضُّحَى، ثُمَّ النفل المطلَق، وَهُوَ الَّذِي لا يتقيد بوقت.
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد