قَوْله: «كسوف»
يَعْنِي: إِذا حَصَلَ كسوف للشمس، أو الخُسُوف للقمر، وَهُوَ ذَهَاب ضوئهما،
فَإِنَّهَا تُشرَع صلاة الكسوف، وَهِيَ آكَدُ السُّنَن؛ لأن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم أَمَرَ بها وفَعَلَهَا صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنَّ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا
عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ،
فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ، حَتَّى يُكْشَفَ
مَا بِكُمْ» ([1])، وخَرَجَ صلى الله
عليه وسلم لَمَّا كَسَفَت الشَّمْس وصَلَّى بِأَصْحَابِه صلاةً طويلةً ([2])، فَهِيَ ثَابِتَة
من قَوْله صلى الله عليه وسلم، ومن فِعْلِهِ، فَهِيَ سُنَّة مؤكَّدةٌ، وتُشرَع
لهَا الجَمَاعَة؛ لأَِنَّهُم صَلُّوا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
جَمَاعَةً، ويأتي لها بَابٌ خَاصٌّ.
قَوْله: «فَاسْتِسْقَاء»
إِذا أَجدَبَ النَّاسُ وانحَبَسَ المطرُ، فإنه يُستَحَب لَهُم الاِسْتِسْقَاء، أي:
طَلَب السُّقْيَا من الله سبحانه وتعالى ؛ كما هِيَ سُنَّة الأَنْبِيَاء - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ - عِنْدَمَا حَصَلَت الحَاجَة إِلَى مَطَرٍ؛ لأن المطر
ما انحَبَسَ إلا بِسَبَب ذُنُوبنَا، فنحن نُصَلِّي ونَستَغفِر ونَتُوب إِلَى الله
من هَذِهِ الذّنُوب، حَتَّى يُنْزِل اللهُ علينا المطرَ، فصلاة الاِسْتِسْقَاء
سُنَّة مؤكَّدة، وَقَد ذَكَرَ ابْن القيم لاِسْتِسْقَائِهِ صلى الله عليه وسلم
أنواعًا.
قَوْله: «فتراويحُ» أي: صلاة التَّرَاوِيح، وَهِيَ خَاصَّة برمضان، سُمِّيَت تراويح؛ لأن النَّاس يستريحون فِيهَا بعد كل أَرْبَع ركعات، ثُمَّ يواصِلون الصَّلاَة، تُفعَل جَمَاعَة فِي المَسْجِد؛
([1])أخرجه: البخاري رقم (1041)، ومسلم رقم (911).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد