وَسُجُود
شُكرٍ عِنْدَ تَجَدُّد نِعَمٍ، واندفاع نِقَمٍ، وتَبطُل به صلاة غير جاهل وناس،
وَهُوَ كسجود تلاوة.
****
رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ» ([1])، أَمَّا خَارِج
الصَّلاَة فلم يَرِد التَّكْبِير إلا إِذا سَجَدَ.
قَوْله: «وَكُرِهَ
لإمامٍ قراءتها فِي سِرِّيَّةٍ وسجوده لها» إن كَانَ المصلي
مُنْفَرِدًا فِي السّريَّة، فإنه يَسجُد؛ لأنه لا يتَرَتَّب عَلَى سُجُوده
إِشْكَال مَعَ غَيره، أَمَّا إن كَانَ إمامًا فيُكرَه لَهُ أن يَسجُدَ؛ لأنه
يُشوِّش عَلَى المأمومين فيَظُنُّون أنه سَهَا، ويُكرَه لَهُ أن يَقرأ آية فِيهَا
سجدة؛ لأنه إن سَجَدَ شَوَّشَ عَلَى المأمومين، وإن تَرَكَ السُّجُودَ تَرَكَ
السُّنَّةَ، فخُروجًا من الإِشْكَال لا يَقرأ آية سجدةٍ.
قَوْله: «وَعَلَى مأموم
مُتابَعَتُهُ فِي غَيرهَا» أي: عَلَى مأموم متابَعةُ الإِمَام إِذا سَجَدَ
للتلاوة فِي غير الصَّلاَة السِّريَّة.
قَوْله: «وَسُجُود شكر» أي: من النوافل سُجُود الشُّكْر عِنْدَمَا تَتَجَدَّد نعمة خَاصَّة به كَأنْ يُولَدَ لَهُ وَلَدٌ، أو يَقدِمَ لَهُ غائبٌ، أو ما أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا فيه خير لَهُ، أو تَتَجَدَّد نعمة لِلْمُسْلِمِينَ كَأنْ يَندَفِعَ عَن المُسْلِمِينَ شرٌّ أو يَحصُلَ لَهُم خيرٌ كالانتصار عَلَى العَدُوِّ، فيَسجُدُون شُكْرًا لله عز وجل ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يَفْعَل ذَلِكَ عِنْدَ تَجدُّدِ النِّعَمِ، أو اندفاع النِّقَمِ ([2])، وفَعَلَهُ أَبُو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه لَمَّا بَلَغَهُ مَقْتَلُ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (253)، والنسائي رقم (1142)، وأحمد رقم (3660).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد