وَقَالَ صلى الله
عليه وسلم لعلي بْن أبي طالب: «وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ»
([1]) يَعْنِي: أَزَلْتَ
ما عَلَيْهِ من ارتفاع زَائِد عَن المطلوب.
ثَالِثًا:
«وَكِتَابَة» فَلاَ يُكتب، أو يُكتَب تَارِيخ وَفَاته، أو تُكتَب سِيرَتُه وفَضْلُه؛
لأن هَذَا وسيلة للغلوِّ فيه، لِمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ: أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُكتَبَ عَلَى القبر ([2]).
رابعًا: يَحرُم
«مشيٌ، وجلوسٌ عَلَيْهِ» يَحرُم إهانة القبور؛ لأن الإِسْلاَم جَاءَ بالاعتدال،
فالقبور لا يُغَالَى فِيهَا، ولا تُهان؛ لأن المَيِّت لَهُ حَقّ، فَلاَ يُداس
قبره، ولا يُجلَس عَلَيْهِ، ولا تُلقى عَلَيْهِ القمائم والزبالات؛ لأن حرمة
المسلم مَيِّتًا كَحُرمَتِه حَيًّا، فالإسلام جَاءَ بالاعتدال، لا غُلُوَّ ولا
تَسَاهُلَ، لا إفراطَ ولا تَفْرِيطَ، فَلاَ تُهان القبور بل تُسَوَّرُ وتُحْمَى من
الاِمْتِهَان، ويَحْرُمُ «مشيٌ» عَلَى القبر، ويَحرُم «جلوسٌ عَلَيْهِ»،
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتَحْرِقَ
ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى
قَبْرٍ» ([3]).
خامسًا: ويكره «وإدخاله شَيْئًا مَسَّتْهُ النَّار» من الآجُرِّ وَالأَشْيَاء المعمولة بالنار.
([1])أخرجه: مسلم رقم (969).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد