فصل
وتُسن
صلاة كسوفٍ ركعتين، كلُّ ركعةٍ بقيامينِ وركوعينِ، وتطويل سُورَة وَتَسْبِيح، وكون
أَوَّل كلٍّ أَطْوَلَ.
****
بَيَان أَحْكَام صلاة الكسوف:
صلاة الكسوف سُنة
مؤكَّدة. والكسوف أو الخُسُوف: مَعْنَاهُمَا ذَهَاب ضَوْء النيرين الشَّمْس
أو القَمَر لعارض حسابي يَعرِض لَهُمَا، فَإِذَا صَارَ فِي آخر الشَّهْر فِي
تِسْعَة وَعِشْرِينَ أو ثَلاَثِينَ صَارَ القَمَر تَحْتَ الشَّمْس؛ لأنه فِي
السَّمَاء الدُّنْيَا والشمس فوقه فَإِذَا اجْتَمَعَا فيحجب ضَوْءَهَا عَن الأَرْض،
وَإِذَا صَارَ فِي اليَوْم الرَّابِع عشر أو اليَوْم الخَامِس عشر من الشَّهْر فقد
يحصل كسوف القَمَر؛ لأنه يتقابل مَعَ الشَّمْس وَتَكُون الأَرْض بينهما فتغطي
ضَوْء القَمَر عَن الأَرْض، وَلَكِن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم شَرَعَ لَنَا
الصَّلاَة عِنْدَ ذَلِكَ؛ لأنه يُخشَى أن يَكُون الكسوف مستمِرًّا وَعِنْدَهُ
تَقُوم السَّاعَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ ٧ وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ ٨ وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ
وَٱلۡقَمَرُ ٩ يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ ١٠ كَلَّا لَا
وَزَرَ ١١ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ﴾ [القيامة: 7- 12]، وَقَالَ تَعَالَى:
﴿يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ
ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ
ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: 63]. فَالمُسْلِمُونَ يُصَلُّون اقتداءً بِالنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم يخافون أن يَحدُث عُقُوبَة عِنْدَ ذَلِكَ، أو تَقُوم
السَّاعَة، ويستمر هَذَا الحَدَث الَّذِي يَحجب عَنْهُم ضَوْء الشمس ونور القَمَر
وَهُمْ بِحَاجَة إِلَيْهِمَا لقيام منافعهم، فيُصَلُّون صلاة الكسوف. ويَطلبون من
الله إِزَالَة ذَلِكَ وَكَانُوا فِي الجَاهِلِيَّة يعتقدون أن كسوف الشَّمْس أو
خسوف القَمَر إِنَّمَا هُوَ لمناسَبة موت عَظِيم أو ولادة عَظِيم، فَلَمَّا كَانَ
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد