فصل
ويُشرَع
سُجُود السَّهْو لِزِيَادَة ونقصٍ وشكٍّ، لا فِي عَمْدٍ، وَهُوَ واجبٌ لما تَبطُل
بِتَعَمُّدِهِ وسُنَّة لإتيان بِقَوْل مَشْرُوع فِي غير مَحَلِّه سهوًا، ولا
تَبطُل بِتَعَمُّدِهِ، ومباح لِتَرْكِ سُنَّةٍ
****
هَذَا الفَصْل فِي أَحْكَام سُجُود السَّهْو فِي
الصَّلاَة، وَهُوَ: النسيان فِيهَا، المطلوب من المسلم أن يُحضِر قَلْبَه فِي
الصَّلاَة، وأن يَخشع فِيهَا، قَالَ عز وجل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ
خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الآيَات أن أَوَّل صِفَات
المؤمنين الخُشُوع فِي الصَّلاَة، والخشوع مَعْنَاه استحضار عَظَمَة الرَّبّ عز
وجل، والخضوع بَين يَدَيْهِ، وَلَكِن الإِنْسَان بحكم أنه إِنْسَان فإنه يعتريه
النسيان والغفلة، فيسهو فِي صلاته، وَهَذَا شَيْء حَصَلَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فإنه سها فِي صلاته عدة مرات:
سها فقام من
الرَّكْعَتَيْنِ، وَلَمْ يتشهد التَّشَهُّد الأَوَّل ([1]).
سها صلى الله عليه
وسلم فَسَلَّمَ من اثنتين فِي الرُّبَاعِيَّة ([2]).
سها صلى الله عليه
وسلم فقام إِلَى خامسة ([3]).
وَهَذَا لحكمة من الله عز وجل من أجل أن يُشَرِّعَ لأُِمَّتِهِ مَاذَا يَفعلون إِذا حَصَلَ لَهُم مِثْل هَذَا، وَهُنَاكَ فرقٌ بَين «السَّهْو فِي الصَّلاَة» و «السَّهْو عَن
([1])أخرجه: البخاري رقم (1225)، ومسلم رقم (570).
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد