قَرِيبٍ مِنْهَا إصابة عَيْنِها» أي لا ينحرف
عَنْهَا.
قَوْله: «وبعيد
جهتها»؛ لِتَعَذُّرِ استقبال عَيْنِهَا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا
بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» ([1]) بأن يَتوجه إِلَى
الكَعْبَة ولا يَميل عَن جِهَتِها.
بِمَاذَا يعرف اتجاه
القبلة:
قَوْله: «يَعمَل
وُجُوبًا بخبر ثِقَة» القِبلة تُعرَف بِأَدِلَّة وعَلاَمَات جَعَلَهَا الله عز
وجل تَدُلُّ عَلَى القِبلة، مِنْهَا النجوم، ومنها وُجُوه الجِبَال، ومنها اتجاه
الرِّيَاح، فإن كَانَ يَعرِف هَذِهِ العَلاَمَات استَدَلَّ بها عَلَى القِبلة، وإن
كَانَ لا يَعرفها، فإنه يَعمل بخبر ثِقَةٍ مِنْ أَهْلِ الخبرة، فيَعمل بِخَبَرِه
بأن يُخبِرَه، «بيقين» لا بِظَنٍّ.
وَكَذَا يَستَدِلُّ
عَلَى القِبلة «بمحاريب المُسْلِمِينَ» أي الطاقات الَّتِي فِي المَسَاجِد،
واتخاذ المحاريب مَعْرُوف عِنْدَ المُسْلِمِينَ يهتدون بها إِلَى القِبلة،
فالمحراب إِنَّمَا جُعِلَ علامة عَلَى القبلة، فمن كَانَ فِي بَلَد فإنه يَنظر فِي
المحاريب، وإن لَمْ يَكُن حَوْلَه مَسْجِدٌ فإنه يَسأل أهل البَلَد من
المُسْلِمِينَ.
قَوْله: «وإن اشتبَهَت
فِي السَّفَر اجْتَهَد عارفٌ بأدلتها» إِذا اشتَبَهَت عَلَيْهِ القِبلة فِي
السَّفَر فإنه يَجتَهِد فِي تَحَرِّيها، وصَلَّى إِلَى ما أَدَّاهُ إِلَيْهِ
اجْتِهَادُه.
قَوْله: «إن صلَّى بلا أَحَدهمَا مَعَ القُدْرَة قضى مُطْلَقًا» أي: إِذا صلى بِغَيْر اجْتِهَاد، وبغير تقليد لأهل الخبرة وَأَخْطَأ فِي الاتجاه فإنه يعيد الصَّلاَة؛ لأنه لا عُذر لَهُ فَلاَ يَسقُط عَنْهُ شَرْطُ استقبال القِبلة.
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد