ولَبَن
ومَنِيّ من غير آدَمِيٍّ وبول وروثٍ، وَنَحْوهَا من غير مأكول اللحم نجسة، ومنه
طاهرة كما لا دَم لَهُ سائل.
****
قَوْله: «وقملٌ وبراغيثُ
وبَعُوض وَنَحْوهَا طاهرة مُطْلَقًا» هَذِهِ الأَشْيَاء طاهرة.
نجاسة المُسكِر:
قَوْله: «ومائع مُسكِر»
المائع المُسكِر بجميع أنواعه نَجِسُ العَيْنِ.
ثَالِثًا: «وَمَا لا يؤكل
من طيرٍ وبهائم مِمَّا فَوْقَ الهِرِّ خِلْقَةً» أي: ما لا يؤكل من هَذِهِ
الأَشْيَاء إن كَانَ فَوْقَ الهِرِّ خِلقَةً فإنه نَجسٌ؛ كالحمار والكلب والخنزير
والبغل وَالفِيل والسباع كلها.
أَمَّا إن كَانَ فِي
حَجْمِ الهِرِّ خِلقة، أو أَقَلّ من الهِرِّ فإنه طَاهِر، بِدَلِيل أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الهرة: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا
مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ» ([1])، فَإِذَا شَرِبَت
من مَاء فإن المَاء لا يَنجُس، أو أَكلَت من شَيْء وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ فإن
البَقِيَّة طاهرة؛ وَكَذَلِكَ ما كَانَ مِثلَها فِي الخِلْقَة؛ كالجرذان والفأر
فما فَضُلَ مِنْهُ فإنه طَاهِر.
رابعًا: «ولبن ومني من غير آدَمِيٍّ» أي: لَبَنُ هَذِهِ الأَشْيَاء ومَنِيُّها ورَوْثُها، كله نَجِسٌ، فما لا يؤكل فإن جَمِيع فضلاته نجسة، أَمَّا الآدَمِيّ فمَنِيُّه طَاهِر بِدَلِيل أن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصِيبُ المنيُّ ثَوْبَه فيَفرُك مِنْهُ يَابِسًا، ويُصلِّي فيه ([2])، وَأَمَّا ما يؤكل لَحْمُه، ففضلاته طاهرة، وَهَذَا مَعْنى قَوْله: «وَمِنهُ طاهرة» أي فضلات مأكول اللحم طاهرة؛ لأن
([1])أخرجه: أبو داود رقم (75)، والترمذي رقم (92)، وأحمد رقم (22580).
الصفحة 1 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد