×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الأول

فصل

يصلي المريض قَائِمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فَعَلَى جَنْبٍ، والأيمن أَفْضَلُ، وكُرِهَ مُستَلقِيًا مَعَ قُدرَتِه عَلَى جَنْبٍ وإلا تَعَيَّنَ، ويومئ بركوع وَسُجُود ويَجعَلُهُ أَخْفَضَ، فإن عَجَزَ أَوْمَأَ بِطَرْفَيْهِ ونوى بقلبه كأسير خائف، فإن عَجَزَ فبِقَلْبِهِ مُستَحضِرَ القَوْلِ والفعلِ، ولا يَسقُطُ فِعلُها ما دام العَقْل ثَابِتًا، فإن طرأ عجزٌ أو قُدرَةٌ فِي أثنائها انْتَقَلَ وبَنَى.

****

 هَذَا الفَصْل فِي صلاة أهل الأعذار، وهم ثَلاَثَة أَصْنَاف: المرضى والمسافرون والخائفون، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ [الحج: 78] ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [المائدة: 6]، وَالصَّلاَة لا تَسقُط بِحَالٍ ما دام عَقلُهُ بَاقِيًا لَكِنَّهُ يُصلِّي عَلَى حسب حَاله.

أولاً: المريض: «يُصلِّي المريضُ قَائِمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فَعَلَى جَنْبٍ، والأيمن أَفْضَلُ» لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ


الشرح