فصل
فِي الحيض
لا
حيض مَعَ حملٍ، ولا بعد خَمْسِينَ سنة ولا قبل تَمَام تِسع سنين. وأقله يَوْم
وليلة، وأكثره خَمْسَةَ عَشَرَ وغالبه ست أو سبع، وأقل طهرٍ بَين حيضتين ثَلاَثَة
عَشَرَ، ولا حَدّ لأكثره.
****
قَوْله: «فصل فِي الحيض» الحيض
فِي اللُّغَة: السَّيَلان، يقوله: حاض الوادي إِذا سَالَ، فَهُوَ فِي اللُّغَة
بِمَعْنَى السيلان.
وَأَمَّا فِي
الشَّرْع فالحيض: دَم طبيعةٍ وجِبِلَّةٍ يَخرُج من قَعر رَحِمِ المَرْأَة فِي أوقات
مُعَيَّنَة، فَهُوَ لَيْسَ دَم مرضٍ أو جرْحٍ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْء معتاد.
والحكمة فِي وجوده: تغذية الحَمْل؛ لأن
الحَمْل يتغذى فِي بطن أُمِّهِ بِهَذَا الدَّم، يأتيه عَن طَرِيق السُّرَّة؛
وَلِهَذَا قَلَّ أن تَحِيضَ الحَامِلُ، وتَعرِف النِّسَاءُ حَمْلَها بانقطاع
الحيض، فَإِذَا وَلَدَت، تَحَوَّلَ هَذَا الدَّم إِلَى لَبَنٍ ويَخرُجُ من طَرِيق
الثَّدْيَيْنِ فيَرضَعُه الطِّفْلُ؛ وَلِذَلِكَ قَلَّ أن تَحِيضَ المُرضِعُ.
سِنُّ الحيض:
وَقَوْله: «لا حيض مَعَ
حملٍ» لأنه يتحول إِلَى غذاء الجَنِين فِي بطن أمه.
قَوْله: «ولا بعد
خَمْسِينَ سنة» لأَِنَّهَا إِذا بَلَغَت خَمْسِينَ لا تَحمَل، وإن جاءها دَمٌ
بعد الخَمْسِينَ فَهُوَ لَيْسَ حيضًا وَإِنَّمَا هُوَ نزيف.
قَوْله: «ولا قبل تَمَام تِسع سنين» السِّنُّ الَّذِي تحيض فيه النِّسَاء يبْدَأ من تِسع، وَيَنْتَهِي بخمسين، فالتي بَلَغَت خَمْسِينَ تُسَمَّى الآيسة، والتي لم تَبلُغ سِنَّ التِّسْع تُسَمَّى الصَّغِيرَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد